ملاك السيف الفصل الثالث



رواية ملاك السيف
الفصل الثالث
بقلمي إيمان صلاح
قراءة ممتعة ♡

نطقت ملك بصدمة لتلك القابعة أمامها
_انتي

ضحكت الأخرى بسعادة وهي تفتح يديها لهم ..
_اه انا

صاحت إسراء بسعادة وقفزت عليها محيطها بارجلها فهي نحيلة خفيفة الوزن وهي تقبل وجهها بسعادة
_ وحشتيني اوي اوي اوي اوي يا ماما

احتضنتها عبير بحب فقد اشتاقت لصغيرتها الجميلة بعد غياب أيام عنها..
كانت ترغب يأخذها معها لكن بسبب انشغالها بالدراسة لم تستطع أن تأخذها معها وايضا ظلت ملك معها لكي لا تتركها وحدها رغم أنها أختها الغير شقيقة الا انها تعاملها احسن معاملة..

أفاقت ملك من صدمتها على احتضان عبير لها بحب بعد أن أنزلت إسراء من أحضانها ..
_ مش وحشتك ولا ايه؟

أحاتطها ملك بكل سعادة فهي من ربتها بعد وفاة والدتها وهي في عمرها الثالث ..
تعبت في رعايتها وكانت الأم المثالية لها حتى وإن لم تكن ابنة بطنها كما يقولون ..
يكفي انها لم تعاملها معاملة مشينة مثل باقي زوجات الأباء..
الذين ينهالون عليهم بالضرب الشديد .
ويقسون عليهم بشدة .
بل إنها كانت تعاملت بكل صبر وبكل إخلاص تحدثها بعقلانية كما تحادث أولادها لتفيدهم في حياتهم وكانت تستمع لها بكل إخلاص.
فإذا كانت والدتها لم تكن لتعاملها تلك المعاملة أبدًا
كانو يتركونهم جائعين على لحم بطونهم لا يعطون سوى القلة.
بعض اللقيمات الصغيرة . بالكاد تسد جوعهم.
وعندما يرضون عنهم يعطونهم وجبه فائقة الجمال يفرحون بها بشدة فهي تسد جوعهم وقتها ولكنها لا تسوي شيء ابداء فهي تحتوي على شوربة العدس وبها بعض عظام الغير شاملة على اللحم.
فلم تتركها جائعة يومًا ما بل انا كانت تطعمها بكلتا يديها .
لم تجعلها تنام على الأرضية الصلبة فينكسر عظام جسدها من إصابتها وتتجمد من البرد لعدم سترها شيء غير ثيابها
خصصت لها غرفة لوحدها غرفة لفتاة بها جميع المجالات التي تمام بها اي فتاة صغيرة بها جميع الالعاب الخاصة لها لم تترك بها شيء إلا وجلبته لها
ألبستها افضل الثياب واجملهم ولم تقدم لها المهترئ لا يصلح للبس حتى .
بالكاد يستر أجساد الأطفال وقتها .
لم تجعلها تسرق أحد بل علمتها الصواب من الخطأ .
بل أنها عاملتها أحسن معاملة لم تعامل اسراء مثلها.
لم تشكوها لوالدها يومًا فلم تتبلى عليها بالباطل مثلهم .
برغم ان والدها قد توفي عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها إلا أنها عاملتها أفضل من ذلك .

_وحشتيني جدًا يا ماما والله وحشتيني اوي البيت وحش من غيرك والله .

_طب ما تقولي انك مش قادرة على بعادي احسن

_احم احم ايوه يا فندم

ابتعدت ملك عنها لتنظر إلي الباب باستغراب وحيرة
_ آمال يوسف فين هوا وحنين مش جم معاكي ولا ايه
مش المفروض يكون معاكي..
انتو مش كنت مع بعض ؟؟و لا هوا سابك ومشي.. مش طلع عشان اشوفه ليه ها. ليه

حزنت إسراء من عدم صعوده ليراهم ..
_ ايوة مش طلع ليه يا ماما انا زعلانة منو بجد يعني مش يطلع يشوفني هو وحشني جدا ثم أضافت بغضب وهي تضغط علي يديها ولا الهانم مراته احسن مني ها احسن مني ماشي يا بتاع حنين ماشي

ارتفعت ضحكات عبير في أرجاء المكان
على حديثهم تعلم بأنهم يحبون يوسف كثيرًا فهو ليس الأخ لهم فقط بل إنه اباهم وصديقهم وكل حياتهم .
والمثل الأعلي عند إسراء فعندما كان في مقتبل العشرينيات كان يسهر الليالي بجانبها ولا يطرقها في تعبها كان يأخذ دور الأم حينها.
بينما كانت عبير في تلك الفترة طريحة الفراش بسبب حزنها على فراق زوجها .
كانت ملك برقتها دائمًا يونسون بعضهم البعض لفراقة وبعادة عنهم ويحاولون الاستمرار في الحياة بدون وربما كان ذلك سببًا في زيادة العلاقة بينهما وتقويتها أكثر
ولم يكن يوسف احسن حالًا منهم ولكنه كان عليه الصمود من أجلهم فهو الدرع الحامي لهم بعد وفاة والدهم .
كانت اصعب الأوقات التي مرت عليهم في حياتهم

كانت ملك وإسراء يتطلعون إليها بغضب فهي تضحك عليهم شاورت ملك برأسها لاسراء لتغلق الباب وتعود مرة أخري بينما توقفت عبير عن الضحك وقالت بجدية زائفة
_كدة عيب يا بنات مش ينفع كدا يوسف دلوقتي واحد متجوز و عنده مسؤوليات لازماه ومش تنسو إن مراته ..

لم تقدر على الصمود والاستمرار بها بسبب نظراتهم لتدخل في نوبة من القهقهات العالية

لتأخذها ملك من يديها وتجلسها على الكرسي فهي بالتأكيد قد

أرهقت من المشوار وتجلس بجوارها بينما اسراء ذهبت إلى غرفتها تتجهز من أجل الذهاب إلى المدرسة.

•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••

كانت هند نائمة أنفاسُها تتسارع بشدة ..
لا تقدر على الانتظام بها..
وحبات العرق تتصبب منها لتغرق جبينها حتى وصلت إلى ثيابُها ..
وكأنها تتسارع مع أحدهم في شيء ما ..
أم أنه حدث مكروه لأحد ؟..
أم أنها تفارق الحياة؟
لا أحد يعلم ..

•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••

دخل عليه رفيقه فى العمل ليراه نائمًا على المكتب بوضعية غير مريحة تأفف بنفاذ صبر فهو دائمًا يأتي ويراه هكذا اتسئل وقتها. لما لا ينام في منزله أليس لديه زوجة وأولاد ألا يراهم من مسؤولياته ..
لما لا يبقى بجانبهم ويرعاهم اهو يتكبر على ذلك .
لقد رزقه الله بطفلتين اقل ما يقال انه رزق بالعالم اكمله بخلاف الذين يتمنون أن يوفقهم الله بالذرية الصالحة ومن ضمنهم أمجد لم يرزقه الله بالطفل بعد ولم يعترض على ذلك فهذا قدر .

اقترب منه وظل يهز به عله يفيق من غفوته قبل مجيء أحد
سمع بعض الهمهمات منه لم يفهم شيء فكان يهزئ بكلمات غير مفهومة ولكنه التقط إسم أمنية من ضمنهم ليردف بضحك

_ واضح إن المدام متعباك لدرجة إنك بتحلم بيها .. ماجد . ماجد فوق

ظل يفتح عينيه العسلية ويغلقهم بسبب تسلط الضوء .
وضع يديه على وجهه لحجب الضوء وبدأ يُفرك عينيه
رجع إلى الوراء مستندًا على الكرسي .
ففقرات ظهره آلمته حقًا كان يتطلع إلى أمجد بحيره من أمره وكأنه يقول هل نمت هنا ؟

ليرد عليه أمجد بانزعاج من أفعاله
_ ايوه نمت هنا زي كل مرة

هز ماجد راسه ..
نهض من على الكرسي بعد أن وضع يديه في أسفل ظهره مدلكًا الألم المفتك بها ليردف بنعاس
_ هيا الساعة كام

أمجد بعد أن نظر في ساعة معصمه
_ تمانية

_ الصبح صح

_ لا انت بقالك يومين نايم مكانك هنا ..
اعملك سرير هنا أحسن يا راجل بدال ما تفضل نايم على الكرسي وجسمك متسكر كده انت مش قادر تحرك حته واحدة فيه
على الاقل تصحي نشيط مش كسول .. يا كسول

ماجد بإبتسامه مصطنعه وهو يربتًا على كتفيه
_أتصدق اول مرة تقول كلمة صح فى حياتك كتر خيرك يا شيخ
اعمل السرير انت .

ذهب ماجد إلى الحمام ليغسل وجهه من أجل أن يفيق..
كان يرغب بعمل تمارين الصباح ولكن الوقت تأخر وقد أتي ميعاد عمله
ليترك أمجد يستشيط من الغضب لكن أمجد قرر استفزازه أكثر من ذلك تعب من لقاءه هكذا بالتأكيد زوجته وأبنائه يتمنون رؤيته لكنه مثل الجبل لا يهمه سوى نفسه لكن هل يهمه نفسه حقًا أكثر منهم؟

_ إلا قولي يا ماجد هيا المدام مش مريحاك ولا ايه.
بقالك كتير بتنام هنا يعني مش اول مرة لا اكتر من مرة تنام هنا واشوفك ..
على كده الايام الي مش بشوفك بتكون هنا ولا هناك؟؟
طب يا راجل حد يقدر يبعد عن مراته يوم واحد انا مقدرش اتخيل حياتي من غيرها؟
طب اولادك حرام عليك تتكبر على الرزق اللى ربنا بعته ..
أوهام تقول عاوز تتجوز عليها وتطلقها؟
حد يسيب الجمال ده لحد غيره؟؟
ولا هتخليها على ذمتك لا يبقى انت طماع..
بس اللي شفته انك بتحبها كل يوم اجي اصحيك اسمعك بتنادي عليها دا مش حب دا ولا حضرتك تسميه ايه؟؟

ظل أمجد يلقي عليه كلمات من أجل أن يفيق من الضباب المتواجد حوله كان يرغب أن يثير غضبه ..
لم تكن نيته خبيثه مثل غيره فهو لديه زوجه ويغار عليها بشدة ..
وماذا عن ماجد أيغار عليها ؟
وكان يريد أن يعرف مشاعر ماجد تجاه زوجته ..

لم يعطي له أعذار ..

لم يفكر بأنه سوى أنه يفعل ذلك عمدًا .. أفعل عمدًا ؟

لم يخطر على باله أنه فعل ذلك تحد تهدد أحد ما لكن هل هدده أحد ؟

كانت الكلمات تخترق ماجد بشدة ك ثعبان مسموم يسم بدنُه ..

لكنه أثار غضبه عند حديثه عن زوجته احمر وجهه من كبح غضبه

اقترب منه وأمسك من مقدمه ثيابه هزه بعنف جازًا أسنانه بقسوة
_ مراتي لا كلو الا مراتي متجبش سيرة مراتي على لسانك تاني انت فاهم حتى لو كنت مين .

وصل أمجد إلى ما كان يرغب به بشدة وهو أثارت حنقه ليبتسم بإتساع بينما ماجد غضب من ذلك فقد بين له انه يحبها ويغار عليها
وهوا لا يحب اظهار مشاعره لأحد يكفي أمنية ..
لا أحد غيرها حتى لا يعلم إذا كانت تعرف بحبه تجهاهه أم لا ..
كل ما يعلمه أنها تكن له المشاعر .

_ طالما بتحبها اوي كده ليه بعيد عنهم تقدر تقولي ده من ايه ؟

ابتعد ماجد عنه وولاه ظهره..
ضغط على يديه بقسوة وأردف بنبره منهيه الحديث ..
_ ملكش دعوة تسمح تسبني دلوقتي .
وياريت مش حد يعرف باللي حصل هنا ...

تفهم أمجد موقفه ليخرج من المكتب ذاهبًا إلى أي مكان آخر بعد أن وعده بلزوم حديثهم مرة أخري ليتركه يراجع قراراته ويعيد حساباته مرة أخرى مع مرور كلمات أمجد في مخيلته ..
ليحاول أن يشتت تركيزه بشيء آخر ..
انغمس بالأعمال المتواجدة أمامه..

•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••

تساقطت أشعة الشمس الحارقة من النافذة على سيف ..
ويتململ بانزعاج فقد تناسى إغلاق الستائر قبل نومه..
وضع المخدة على وجهه لحجب الضوء ..
نظر إلى ساعة الحائط فوجدها الثامنة ونصفًا .
لم يتبقى سوى نصف ساعة على عمله
انزعج من ملك كيف لم تحادثه ألا يكفي انه لم ينم على صوتها أمس ..
والأن لا يستيقظ على صوتها ..
والغريب انها تركته تلك المدة فلولا أشعة الشمس لما استيقظ ايشكر الشمس أم ماذا؟؟ .. لكنه شكرها حقًا!
نهض بتكاسل من على السرير ..
امسك هاتفه ليراه مغلق .
تفهم لما لم تحادثه بسبب ذلك لكنه لم يعلم السبب الحقيقي الذي منعها من الاتصال ..
ليأخذ حمامًا دافئ قبل نزوله الى عمله ...

•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••

منذ مدة عند أمنية .
عند الساعة السابعة ونصف
كانت نائمة على السرير مستيقظة لا يرمش لها جفن .
تفكر في حديث هند معها وأنهم لم يكملوا كلامهم ..
حتي لم تعرف ما الواجب عليها فعله الاحتمال الذي قالته هند ...
لتضع هي باقي الاحتمالات لوقت ذهابها الى هند ..
ظلت ساعة على ذلك الحال .
حتي قاطع سيل أفكارها فلذة كبدها ريتال وهي تهذي ببعض الكلمات ولكن أمنية سمعتهم فكانت باحضانها.

_ ماما خليكي جنبي مش تسيبيني زي بابا ..

أمنية وهي تحاول السيطرة على دموعها لكنها لم تستطع ..
_ أنا جنبك مش تخافي .. نامي

تمسكت ريتال بها وغرست وجهها في احضانها وكأنها استمعت الى حديثها ..
اطمئنت بوجودها بجانبها ..
لتترُك أمنية تبكي يتقطع وهي تحاول السيطرة على شهقاته لكي لا ترتفع فبعد أن استيقظت كانت تحاول ألا تبكي لتأتي هيا وتبكيها من كلمة واحدة ....
يتبع...

رائيكم يهمني + توقعاتكم للقادم
احنا لسه في البداية خالص بندلع الأبطال 😂😂
شوية وهندخل في الجد بحق 😅😅❤


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاك السيف الفصل الرابع

ملاك السيف بقلم إيمان صلاح الفصل الأول