ملاك السيف الفصل الثاني


رواية ملاك السيف .
بقلمي إيمان صلاح .
الفصل الثاني .

كانت ملك مستلقية على السرير وبجوارها إسراء محتضنة إياها تملس على شعرها برفق تبُث لها الأمان و الاطمئنان هى على هذا الحال منذ أن أوصلها سيف إلى المنزل وغادر  ..
جاءت تبتعد عنها من أجل أن تبدل ثيابها لكن إسراء أمسكت يديها بعد أن شعرت بحركتها وأنها ستتركها نائمة وحدها  ..

_ لا نامي جنبي انهاردة بس .. انا خايفة مش تسيبيني وتنامي في اوضتك خليكي معايا انهاردة

شعرت ملك بخوفها كثير وارتجاف جسدها .. ملست على يديها برفق وهيا تنظر إلى عينيها  ..

_ هروح اغير هدومى وهاجي بسرعة مش هتأخر تمام
 _ هاجي معاكي

أردفت إسراء  ذلك وهي تتشبث بها لتقابلها ملك بإبتسامة هادئة ..
_ تمام

ذهبت ملك لتبديل ثيابها بثياب مريحة من أجل النوم  ..

•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••
وصل سيف إلى منزله عند منتصف الليل ..
شعر بالوحدة الذي يمتلكها يعيش في منزله وحيدًا توفي والداه منذ تسع سنوات كان عمره وقتها عشرون عامًا توفي معًا في سنة واحدة .. سنة من سنوات حياته كانت الأصعب على الإطلاق  .. توفي والده في سكته قلبي كان مريض القلب تبعته والدته حزنًا علي فراق محبوبها ..
برغم أن الزواج لم يكن عن قصة حب إلا أنهم أحبا بعضهم البعض بشدة ..
ليبدأ ببناء نفسه من الصفر حتى بني شركة صغيرة ..

بعد مدة طويلة من الاشتياق لهم والتفكير في بعض الذكريات الماضية  ..
أخذ حمام دافئ يهدئ جسده المرهق بعد مدة طويلة من القيادة .. كان يرغب في الصعود معها ولكن تذكر عدم تواجد أحد معها سوى إسراء ولا يمكن وجوده في ذلك الوقت  ..
كان يرغب أن يسمع صوت معذبتة لكن طال انتظاره بأن تحدثه مثل كل يوم ولكنها لم تحدثه فلم يرغب في أن يضايقها وهوا يعلم بأنها لم تستطيع بسبب اسراء  .. ف إسراء عندما يمتلكها الخوف لا تترك ملك أبدا و ملك لا تتركها  ..
ذهب في سبات عميق بعد أن نام على ظهره من شدة التعب

•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••
كانت امنية جالسة تبكي في أحضان تلك السيدة الطيبة التي في عقدها السادس وتسمى هند ..
بعد أن ذهب ماجد سمعت صوت الباب يطرق لم تكن لتفتح لاحد فهى لا تريد أن ترى وجه احد ولن سمعت صوتها فقامت لها ووجدتها أمامها لتدخلها في منزلها وحثتها هند على الحديث فقد سمعت صوتها بعدما جاءت من الخارج كانت تزور قبر زوجها الراحل منذ زمن طويل تذهب له بين الحين والآخر لا تقدر على السير لان أرجلها لا تقدر على حملها لفترة طويلة ولا تقدر على السير عليها وايضا رأت ماجد ينزل من على الدرج بملامح متجهمة ففهمت انه حدث خلاف بينهم ..

بدأت تشكو لها حالها و إلى الحالة التي وصلت به علاقتهم فلا يوجد أحد لديها لتشكو له سواها وايضًا فهي أكبرها عمرًا وتفهم الحياة أكثر منها ..

وكانت هند تملس على شعرها الأسود الذي يغلبه بعض الشعيرات البيضاء من الألم التي مرت عليها لتطمأنها ..

بعد أن انتهت وهدأت كانت في حيرة من أمره .. لا تعلم ماذا تفعل .. لا تعلم كيف ستكون حياتهم القادمة .. لا تضمن رجوعه لها .. لا يوجد أي شيء يدل على الندم منه .. لا تعلم لما بعد عنها .. لا تعلم أي شيء .. وكيف تعلم وهو لا يخبرها بأي شيء ..
لكن هند بدأت بالحديث معها حتى لا تتركها في حيرتها ..

_بصي يا امنية انتي دلوقتي مش عارفه هو بيعمل كل دا ليه .. والعلاقة ما بينكم مش زي الاول صح ولا لا

اومأت امنية رأسها على حديثها وخرجت من أحضانها وجلست مقابلة لها تحرك اصابعها بين الحين والأخر ..

أكملت هند الحديث .
_عندنا احتمالات كثيرة هنقول منهم انهاردة واحدة كفاية ونشوف الموضوع هيبقى فعلا ولا لا ولو مش كدا نكمل على الباقي ...
أول حاجه هو بيمر بفترة متلخبطة شوية ازاي يعني متلخبطه وتخليه يعمل كدا ويبعد عن الأولاد مهما كان دول من لحمُه ودمُه .. بصي يا ستي جوزك ماجد عنده كام سنة

رفعت امنية يديها بالعدد ثلاثة وثلاثون فهي لا تقدر على الحديث بعد ..

فهمت هند ذلك ولم تُمانع فهي تمر بفترة عصبيه وقد صدمت عندما علمت بعدم فعلها شيء ومرور فترة على ذلك .. كانت دائما تشعر بوجود خطب ما ولكنها لا تحب أن تدخل في حياتها إلا إذا حدثتها هيا ..

_تلاتة وتلاتين يعني متجوزين من ست سنين لأن ريتال عندها خمس سنين مش كدا ولا ايه

أمنية وهي تهز رأسها علامة على رفضها .
وأشارت بيدها برقم ثمانية

_ يعني فضلتو سنتين عقبال ما جبتو ريتال .
تمام نكمل كلامنا يعني متجوزين وهوا عنده خمسه وعشرين سنة كان شاب وقتها .. بصي يا بنتي الفترة المتلخبطة اللي بيمر بيها أنه كان وقت ما اتجوزك مفكر أن المسؤولية سهلة والحياة عادي ومش كان في اعتبار أنه هيلاقى صعوبات زي كدا .. كان مفكر أنه هيعيش حياة سهلة هوا اللي اخترعها مش هيشوف صعوبات .
عارفه زي المطبات بالظبط أوقات تكون كبيرة وأوقات صغيرة وحتى الصغيرة بتكون صعبة مش سهلة هيا كدا الحياة .

الحياة مش سهلة زي ما معظم الناس مفكرة الحياة تجارب وأداء ويابخت اللي قدر وكمل ووقف على رجليه ومش استسلم زي اللي بعد ومقدرش يكمل وفضل على عتاب الماضي لأنه مش قادر يكمل خالص شخصية ضعيفة خسرت ومش عندها هدف ولا حاجة ..
بس بعدين بيجي يفكر ايه اللي منعه وقتها ليه مش قادر يكمل ولا يواجه .. ليه استسلم بكل سهوله .. ويفضل يأنب نفسه .. بس الندم مش هينفعه في حاجة خالص .. لأن  كان قدامه فرصه وهو مش قدر يستخدمها صح زي اللي قدر يستخدمها بكل إتقان .. وماجد كان وقتها شاب طايش يابنتي ..
انا ابني اتجوز وهو عنده ثمانية وعشرين سنة وكان اوحش من كده ولولا حب مراتو ليه مكنتش كملت معاه وفعلا رجع ليها ندمان وأحسن من الأول واهو دلوقتي رميني انا محدش فيهم بيسئل عليا .. إذا كنت مت مش هيعرف معاه مش بشوفهم غير فين وفين بيجو ليا بالسنة مرة دا لو جوم حتى ..

حادثتها بكل عقل .. عقل سيدة مرت بجميع مراحل الحياة ورأت المشاكل كلها .. عقل سيدة مر عليها فراق الاحبة .. زوجها ، وأولادها .. عقل سيدة تتمنى رؤية أولادها الذين بعدوا عنها لمشاغل الحياة ..
تتمنى رؤيتهم قبل صعود روحها إلى خالقها .. عقل أم تعتبرها كابنتها أو أكثر من ذلك ف ابنتها لا تسأل عنها إلا نادرًا  .. عقل سيدة غلب عليها الهم والحزن والألم  و امتلاء وجهها بالتجاعيد

حاولت هند التماسك بقدر المستطاع ولكنها لم تقدر لتذرف الدموع على حالها التي اوصلها اولادها بها .
هي التي تعبت في تربية أولادها وكانت تسهر  الليالي من أجلهم تظل بجانبهم في تعبهم  .. تحاول إسعادهم بكل الطرق .. كانت خير الأم لهم .. كانت تشقى من أجل سعادتهم من أجل إرضائهم .. كانت تراهم أجمل شيء حصلت عليه ولكنهم قابلوها بكل جفاء ..
لكنها تصبر نفسها بأنهم سعداء في حياتهم فكل ما يهمها هوا سعادتهم حتى وإن كان على سعادتها وبرغم كل ذلك برغم ما رأته منهم .. لم تدعوا عليهم يومًا .. لم تغضب عليهم .. بل انها تدعوا لهم بالهداية والقاء العاجل ..

أما أمنية كانت في حيرة من أمره اتشفق على حالها أم على حال تلك السيدة الطيبة لا تعلم لكن كل ما تعلمه أنهم مشتاقون لهم حتى وإن لم يكن الأسباب متشابهة ولكن يوجد اشتياق عندهم .

أمنية وهيا تحادثها بصوت بالكاد يخرج منها وهي لم تستطع أن تسمعها فقربت رأسها منها لتسمع حديثها فهي لم تعد تلك التي كانت تسمع صوت دبة النمل كما يقولون

_يا امي ربنا اكيد هيعوضك وإن شاء الله هيجو ليكي قريب .. هيطلبوا منك السماح مش تقلقى خالص .. ربنا عارف انك صبرتي كتير إن شاء الله  هيعوضك ..

_ معاكي حق هقوم انا دلوقتي يابنتي عشان انام الوقت أتأخر وجسمي متكسر من المشوار عاوزة اريحة شوية ونبقى نكمل كلمنا في وقت تاني ..

هزت أمنية رأسها بطاعة وساعدتها في الذهاب إلى منزلها حتى أوصلتها إلى سريرها وأغلقت الباب عليها لتذهب إلى منزلها مرة أخرى وذهبت في سبات عميق محتضنة بناتها بقوة وكأنها تخشى إبعادهم عنها ..

•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••
كان ماجد جالسا مهموما يؤنب نفسه على ما يحدث معهم لا يعلم ماذا يفعل في حيرة من أمره
هوا على هذا الحال منذ زمن لكنه لم يقدر على النسيان ولا يقدر على المواجهة
لا يعلم ماذا يفعل من جهة هي ومن جهة أخرى والدته . يرضي من منهم ؟؟
ليظل على ذلك الحال حتى غلبه النعاس وهو في مكتبة ..

•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••
بعد أن أبدلت ملك ثيابها وأدت فرضها أصبحت الساعة الثانية صباحًا جلبت هاتفها وجاءت تحادث سيف .
وجدت هاتفه مغلق .

_ياربي مش يكون اتضايق اني مش اتصلت عليه
بس اكيد فاهم اني كنت مع اسراء ومش عارفه اكلمه اه اكيد

كان تحادث نفسها هكذا وتطمئن نفسها على ذلك.
استلقت بجوار إسراء وتأخذها في أحضانها لتذهب في سبات عميق بعدها .

•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••°•••
في الصباح الباكر جرس الباب يرن بقوة وكأنه يحترق  .. كأن الطارق يرغب بالدخول بشدة وعلى كره من الانتظار ..

استيقظت ملك بفزع من حدوث مكروه لأحد لتقف بسرعة كبيرة ترى من الطارق الذي جاء فى وقت باكر جدًا وقلبها ينبض خوفا من القادم ..

لحقت إسراء بها التي استيقظت بعدها فمن الذي سيطرق الباب هكذا في مثل ذلك الوقت فالساعة السابعة صباحًا ولم يأخذ أي منهم الراحة في النوم بعد ..

فتحت الباب بعد أن أدارت المفتاح المرصد لتقف بصدمة هيا و إسراء يتبادلون النظرات مع بعضهم البعض لتلك القابعة أمامهم

_ انتي ..

يتبع.......

رائيكم يهمني جدا جدا جدا ياريت رائيكم
لو في حاجه مش مفهومه اتمني تعرفوني




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاك السيف الفصل الثالث

ملاك السيف الفصل الرابع

ملاك السيف بقلم إيمان صلاح الفصل الأول